شهيد سلاح الجو وضع الوطن وعائلته نصب عينيه
الخليج – رأس الخيمة – عدنان عكاشة
الملازم ثاني سلطان محمد علي محمد صالح المعيوف النقبي (شهيد سلاح الجو الإماراتي)، من بلدة دفتا، على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب مدينة رأس الخيمة، يبلغ من العمر ما يتراوح بين 24 و25 عاما، كان لا يزال أعزبا، ووالداه على قيد الحياة والأمل، وهما في الخمسينات من عمرهما، وله 10 من الأشقاء والشقيقات، 5 من الأشقاء الرجال و5 أيضا من الشقيقات، وهو السابع بين أشقائه إجمالا، والخامس بين الرجال منهم.
الوطن والعائلة اقترنا في قلب الشهيد (سلطان النقبي)، المنضم أمس إلى ركب شهداء الإمارات الأبرار، ليكونا معا نصب عينيه، سلامة الوطن من جهة وسعادة عائلته من الجهة الأخرى، وهو ما استخلصناه من سيرته العطرة على لسان المقربين منه، همه كان الدفاع عن الوطن ومكتسباته وأبنائه، جنبا إلى جنب مع سعادة عائلته، التي كان للكبار والصغار منها نصيب وافر من وقته ومجهوده، وهو الذي لم يقترن بشريكة العمر، ليحظى بشرف الشهادة دفاعا عن الوطن قبل أن يتذوق طعم الأبوة.
أشقاء الشهيد البطل سلطان النقبي، راشد، الأكبر بينهم، وعبد الله، سالمين، عثمان، وعلي، بالترتيب، وآخرهم يؤدي حاليا الخدمة الوطنية، يبلغ 18 عاما، قالوا: إنهم تلقوا نبأ رحيل شقيقهم شهيدا من أجل الوطن وسلامته من قبل الجهة المختصة في حوالي الثالثة و45 دقيقة من ظهر اليوم، مشيرين إلى أن الشهيد خريج كلية خليفة بن زايد الجوية في مدينة العين، قبل عامين، وسبقها بالتخرج من المدرسة الثانوية العسكرية في العين أيضا.
شهيد دفتا، التابعة لرأس الخيمة، وفقا لشقيقه الأكبر (راشد)، يقطن في منزل عائلته، مع والديه وأشقائه غير المتزوجين، عرف بين الناس بخلق رفيع، يندر نظيره في أيامنا، خدوم لأهله وأقاربه إلى درجة لافتة، ما يتجلى مع والدته ووالده تحديدا، اللذين يلبي أي طلب لهما دون تردد أو تأخير، بجانب خدمته لشقيقاته وأشقائه وأبنائهم، وهؤلاء تحديدا كان صديقا مقربا وحميما لهم، بالإضافة إلى كونه (عما) و(خالا)، يصطحبهم إلى حيث يحبون وينشدون، ويشاركهم اللعب واللهو ولحظات السعادة والبهجة وهو يأخذهم إلى الألعاب والمرافق الترفيهية والسياحية، حريصا أيضا على توصيلهم إلى وجهاتهم في أوقات فراغه، هدفه كان سعادتهم، أو أن يجعلهم يستانسون، بحسب تعبير الشقيق الأكبر للشهيد.
كان بره لوالدته والده، والحديث متواصل على لسان شقيقه راشد، من أبرز ما يتجلى في السيرة الشخصية ل(شهيد الوطن) الملازم طيار سلطان محمد النقبي، الذي كان يحمل أدبا شخصيا واحتراما يلفت الأنظار، في حين لا يقطع أرحامه أيا كانت الظروف ومهما كان مجهدا.
خالد سعيد عبد الله النقبي، 31 عاما، موظف في حكومة أبوظبي، زوج شقيقة الشهيد وابن خاله، تحدث عن سمة صلة الأرحام لدى شهيد الإمارات، وحجم الوفاء، الذي كان يحمله في شخصيته، دون أن يلتفت إلى ما يلم به من إرهاق أو تعب أو ضيق وقت، وهو ما كان يجسده (سلطان) عند عودته من عمله في العاصمة أبوظبي، قاطعا مسافة كبيرة تصل إلى 200 كيلومتر، في وقت يستغرق حوالي ساعتين ونصف من القيادة المتواصلة، لا يستريح بعدها أبدا قبل أن يسلم على والديه وأشقائه ويطمئن على أحوالهم، ثم يبادر إلى زيارة منازل جدته وأعمامه وعماته وأخواله وخالاته وبقية أرحامه المقربين، واحدا تلو الآخر، حريصا على أن يتقهوى في منزل كل منهم، قبل أن يعود إلى منزل عائلته ليرتاح بعدها